ما هو الذكاء الاصطناعي AI؟ كيف يعمل، أنواعه وأشهر تطبيقاته

ما هو الذكاء الاصطناعي AI؟ كيف يعمل، أنواعه وأشهر تطبيقاته

ما هو الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence أو AI)؟ الذكاء الصناعي هو فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى تطوير أنظمة وآلات قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية مثل التفكير والتعلم واتخاذ القرارات وحل المشكلات، بمعنى آخر هو تصميم برمجيات أو أجهزة يمكنها أداء مهام تتطلب ذكاءً كان يُعتقد سابقًا أنه حصري على البشر.

يشمل الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من التقنيات مثل التعلم الآلي (Machine Learning) ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing) والرؤية الحاسوبية (Computer Vision) والروبوتات.

بالإضافة إلى ذلك فإن الهدف الأساسي من الذكاء الاصطناعي ليس فقط تقليد الذكاء البشري بل أحيانًا تجاوزه في مجالات محددة مما يجعله أداة قوية في تحسين حياة البشر وتطوير المجتمعات.

الذكاء الصناعي
الذكاء الصناعي

نشأة الذكاء الاصطناعي وتطوره التاريخي

لم يكن الذكاء الاصطناعي مفهومًا جديدًا تمامًا، حيث تعود جذوره إلى منتصف القرن العشرين عندما طرح العالم البريطاني آلان تورينغ فكرة إمكانية أن تمتلك الآلات القدرة على التفكير، كما أجرى اختبارًا شهيرًا يُعرف بـ”اختبار تورينغ” لقياس ذكاء الآلة بناءً على قدرتها على محاكاة الحوار البشري.

متى ظهر مصطلح AI لأول مرة؟

لكن المصطلح الرسمي الذكاء الاصطناعي AI ظهر لأول مرة في عام 1956 خلال مؤتمر دارتموث في الولايات المتحدة الذي نظمه جون مكارثي وآخرون، حيث كان هذا المؤتمر بمثابة نقطة انطلاق للبحث الأكاديمي في هذا المجال.

في البداية كانت التوقعات مرتفعة جدًا، حيث اعتقد الباحثون أن الآلات ستتمكن من محاكاة الذكاء البشري الكامل في غضون عقود قليلة، لكن التقدم كان أبطأ مما كان متوقعًا بسبب قيود التكنولوجيا آنذاك مثل ضعف قوة المعالجات وقلة البيانات المتاحة.

انتشار الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى ذلك، مر الذكاء الاصطناعي بفترات ازدهار وانخفاض تُعرف بـ”شتاء الذكاء الاصطناعي” حيث تراجع التمويل والاهتمام، لكن مع بداية القرن الحادي والعشرين شهد المجال نهضة كبيرة بفضل الثورة الرقمية وزيادة قوة الحوسبة وتوافر كميات هائلة من البيانات الضخمة (Big Data) خصوصاً خلال الآونة الأخيرة بعد أن أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق ChatGPT والذي حصد مئات الملايين من المستخدمين النشيطيين شهرياً بمجرد إطلاقه.

OpenAI
الذكاء الاصطناعي AI يقدمه شركة OpenAI

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نفهم أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية واحدة، بل مجموعة من الأساليب والأدوات التي تعمل معًا، حيث يعتمد في جوهره على الخوارزميات وهي مجموعة من التعليمات الرياضية التي تُبرمج لتحليل البيانات واتخاذ القرارات، بالإضافة إلى ذلك فإن أحد أهم فروع الذكاء الاصطناعي هو التعلم الآلي الذي يُدرب الآلات على التعلم من البيانات دون الحاجة إلى برمجتها بشكل صريح لكل مهمة.

على سبيل المثال إذا أردنا تدريب نظام ذكاء اصطناعي على التعرف على الصور نُزوده بآلاف الصور المُعنونة (مثل “قطة” أو “كلب”) فيقوم النظام بتحليل الأنماط في هذه الصور ليتعلم كيفية التمييز بينها.

التعلم العميق (Deep Learning)

هناك أيضًا التعلم العميق (Deep Learning) وهو فرع متقدم من التعلم الآلي يعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks) المستوحاة من طريقة عمل الدماغ البشري، حيث تتكون هذه الشبكات من طبقات متعددة من “العُقد” التي تعالج البيانات بشكل متتالٍ مما يسمح للنظام بفهم التفاصيل المعقدة مثل التعرّف على الوجوه أو ترجمة اللغات.

DEEP LEARNING
رسم توضيحي يوضح ما هو الـ Deep Learning وهو عبارة عن شبكات عصبية مترابطة.

الذكاء الاصطناعي والتفاعل مع البشر

بالإضافة إلى ذلك تعتمد تقنيات مثل معالجة اللغة الطبيعية على تحليل النصوص والكلام مما يتيح للآلات التواصل مع البشر بطريقة شبه طبيعية كما نرى في المساعدات الافتراضية مثل “سيري” أو “أليكسا” و “جوجل أسيستنت”.

مساعد طبيعي
المساعدات الافتراضية مثل “سيري” أو “أليكسا” و “جوجل أسيستنت”

أنواع الذكاء الاصطناعي

يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على قدراته ومستوى تطوره، وهي:-

الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI)

الذكاء الاصطناعي الضيق وهو النوع الأكثر شيوعًا اليوم، حيث يركز على أداء مهمة محددة بكفاءة عالية مثل التوصية بالأفلام على نتفليكس أو قيادة السيارات ذاتية القيادة أو تشخيص الأمراض من الصور الطبية ولا يمتلك وعيًا أو قدرة على التفكير خارج نطاق المهمة التي صُمم من أجلها.

الذكاء الاصطناعي العام (General AI)

الذكاء الاصطناعي العام وهو مستوى افتراضي لم يتحقق بعد حيث يمكن للآلة أن تؤدي أي مهمة فكرية يقوم بها الإنسان مع قدرة على التكيف والتعلم في مجالات متنوعة دون قيود.

الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI)

بينما الفئة الثالثة هي الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI) وهو مفهوم مستقبلي ونظري يتجاوز فيه الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية بشكل كامل مما قد يؤدي إلى سيطرة الآلات على العديد من الجوانب في الحياة ويثير جدلاً واسعًا حول الأخلاقيات والمخاطر المحتملة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حتى لو لم ندرك ذلك دائمًا، وأصبح الـ AI يستخدم في أغلب القطاعات الآن من بينها:-

التكنولوجيا

حيث نراه في مجال التكنولوجيا في الهواتف الذكية التي تستخدم التعرف على الوجه لفتح القفل أو في التطبيقات التي تقترح كلمات أثناء الكتابة.

التجارة الإلكترونية

يستخدم الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية، في إكتشاف الفرص لزيادة معدلات التحويل والمبيعات والرد الآلي على العملاء بدقة وسرعة كبيرة، حيث أظهرت الدراسات أن استخدم الـ AI في التجارة الإلكترونية يقلل من تكلفة جذب العملاء بنسبة تصل إلى 50%.

الطب

كما يساعد الذكاء الاصطناعي في الطب في تحليل الصور الشعاعية للكشف عن الأمراض في مراحل مبكرة مما يزيد من فرص الشفاء.

التعليم

بالإضافة إلى ذلك تُستخدم في التعليم منصات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مخصص لكل طالب بناءً على احتياجاته.

الصناعة

في الصناعة تعتمد المصانع على الروبوتات الذكية لتسريع الإنتاج وتقليل الأخطاء البشرية.

الترفيه

في مجال الترفيه يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى أو تصميم شخصيات في ألعاب الفيديو وأفلام الكرتون.

الأعمال

كتابة النصوص الإبداعية والإعلانات الناجحة وتحويل النص إلى صوت.

التحديات والمخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي

على الرغم من فوائده الهائلة يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات ومخاوف كبيرة، حيث من أبرزها التأثير على سوق العمل حيث قد تحل الآلات محل البشر في وظائف تقليدية مثل التصنيع أو خدمة العملاء مما يؤدي إلى البطالة الجماعية إذا لم تُدار هذه التحولات بعناية.

تشكل المخاوف الأمنية جانبًا آخر حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة ذكية أو لأغراض القرصنة الإلكترونية.

AI thinking Kittipong Jirasukhanont alamy
ما هو الذكاء الاصطناعي AI؟ كيف يعمل، أنواعه وأشهر تطبيقاته 39

أما على المستوى الفلسفي فإن فكرة الذكاء الاصطناعي الفائق تثير تساؤلات حول مستقبل البشرية مثل هل ستظل البشرية مسيطرة أم أن الآلات قد تتجاوزنا يومًا ما، حيث تدفع هذه الأسئلة العلماء والمفكرين إلى وضع ضوابط وأطر قانونية لتنظيم تطوير الذكاء الاصطناعي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

تتراوح التوقعات لمستقبل الذكاء الاصطناعي بين التفاؤل والحذر، حيث من المتوقع أن يستمر في تحسين حياتنا من خلال حل المشكلات العالمية مثل تغير المناخ والجوع والأمراض.

على سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات البيئية لتطوير استراتيجيات أكثر كفاءة للحد من الانبعاثات، في الوقت نفسه قد نشهد تكاملاً أكبر بين البشر والآلات مثل تطوير واجهات دماغية-حاسوبية تسمح بتوصيل العقل البشري مباشرة بالتكنولوجيا.

مع ذلك يبقى التحدي الأكبر هو ضمان أن يظل الذكاء الاصطناعي أداة في خدمة الإنسانية وليس تهديدًا لها، حيث يتطلب ذلك تعاونًا عالميًا بين الحكومات والشركات والمجتمع العلمي لوضع معايير تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.

أبرز الأسئلة الشائعة

إلى ما يرمز الاختصار AI؟

AI هو اختصار لـ “Artificial Intelligence” ويعني الذكاء الاصطناعي، وهو قدرة الأنظمة على تقليد الذكاء البشري في التعلم واتخاذ القرارات.

كيف يمكن أن يساعدني الذكاء الاصطناعي في حياتي اليومية؟

الذكاء الاصطناعي يساعدك في أشياء كثيرة، مثل تحسين تجربة استخدام الهاتف الذكي، اقتراح المحتوى على وسائل التواصل، تنظيم جدولك تلقائيًا، وحتى في التسوق الإلكتروني عبر التوصيات الذكية.

هل أحتاج إلى مهارات برمجية لتعلم الذكاء الاصطناعي؟

ليس بالضرورة، يمكنك البدء بفهم المفاهيم الأساسية، وهناك أدوات ومنصات لا تتطلب كتابة كود. لكن إذا أردت التخصص، فتعلم البرمجة سيفيدك كثيرًا.

ما هي أبسط طريقة أبدأ بها تعلم الذكاء الاصطناعي؟

ابدأ بدورات مبسطة على منصات مثل Coursera أو Udemy، وتعلّم المفاهيم الأساسية مثل التعلم الآلي (Machine Learning) والتعلم العميق (Deep Learning)، ثم جرب أدوات مجانية مثل ChatGPT أو Google Teachable Machine.